الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ملحمة بن قردان: ضعف ارادة السياسيين عوضّها استبسال الجيش واستماتة الحرس والأمنيين

نشر في  09 مارس 2016  (13:37)

القضاء 43 عنصرا ارهابيا والقبض على 7 منهم هو ما بقي في البال من العمليّة الأمنيّة والعسكريّة ببن قردان التي جدت فجر يوم الاثنين 7 مارس 2016، حصيلة كشفت في جانب ما عن جاهزية القوات الأمنية والعسكرية للتصدي لأيّ طارئ أو عمليات مباغتة . في الأثناء نذكر أن تونس خسرت في نفس التاريخ 19 شهيدا من مدنيين وعسكريين وأمنيين اضافة الى 14 جريحا بين عسكريين وأمنيين. ويذكر أن مجموعات ارهابية مسلحة نفذت فجر يوم الاثنين 7 مارس هجوما متزامنا على منطقتي الحرس والأمن الوطنيين وثكنة الجيش الوطني ببنقردان، هجوم تعاملت معه الوحدات الأمنية والعسكرية بكل سرعة، وبعد عمليات مطاردة وتعقب هذه المجموعات من طرف وحدات مشتركة مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة بها، وتكثيف الدوريات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودي وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة - وازن، تمكنت قواتنا الأمنية والعسكرية كما أسلفنا الذكر من القضاء على 43 ارهابيا.

وقصد تسليط الضوء على تداعيات هذه العملية وكشف نقاط قوتها وضعفها، اتصل موقع الجمهورية بعدد من الخبراء في المجال العسكري والامني ...

مختار بن نصر: الاستيلاء على بن قردان كان هدف المجموعات الارهابية

أكد العميد السابق في الجيش الوطني مختار بن نصر أن عملية بن قردان هي عملية نوعية خاصة أن المجموعات الارهابية تعتمد ولأول مرة سياسة الهجومات المتزامنة على مقرات سيادية، وذكر أن العملية معدّ لها بإحكام وتنسيق بهدف الاستيلاء على المدينة والسيطرة عليها، وذكر أن المجموعات الارهابية اعتمدت على عنصر المباغتة حيث رأت أن يكون الهجوم في الفجر أي في الوقت الذي تكون فيه القوات الأمنية والعسكرية مسترخية، مشيرا الى أن يقظة الجهات الأمنية والعسكرية واستنفارهم أحبطت مخطط الجماعات الارهابية .

وأكد محدثنا أن الوحدات الأمنية والعسكرية لقنت درسا لكل العناصر الارهابية والخلايا النائمة مفاده أنه لا مجال للمباغتة حتى وان فكروا في تكرار مخططهم، وأنه لا مجال لضرب الوحدة الأمنية ويقظتها.

وأشار مختار بن نصر الى أن عدد الارهابيين الذين شاركوا في عملية بن قردان دليل على كون العملية وقع التخطيط لها منذ مدة وأن هناك من كان يوفّر لهم الحماية داخل بن قردان . وختم بقوله أن العملية كانت خير دليل على جاهزية القوات الامنية والعسكرية وعلامة على حرفية القوات القادرة على التصدي ومجابهة أي طارئ، وطالب محدثنا بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وتأجيل كل السفاسف التي من شأنها أن تعطل عمليات التصدي للارهابيين ولكل متربص بتونس كما نادى بمزيد توفير العتاد البشري الامني والعسكري بالجنوب.

مصطفى صاحب الطابع: غياب ارادة سياسية واستراتيجية لمكافحة الارهاب

أما الخبير العسكري والسياسي مصطفى صاحب الطابع فرأى أن القوات الأمنية والعسكرية قامت بواجبها وكان تدخلها سريعا، مستدركا أن هذه العملية جاءت لتؤكد ضعف الارادة السياسة في مواجهة الارهاب وغياب استراتيجية واضحة لمحاربته، مؤكدا أنه مع الاصرار على توفر هذه المسائل ستتكرّر مثل هذه العمليات قريبا ..

وأكد أن تمركز هذا العدد الكبير من الارهابيين ببن قردان يطرح نقاط استفهام عديدة، وطالب محدثنا الحكومة التونسية بتوضيح هذه المسائل كما دعا رئيسها الى الخروج من قصره والتحول الى الجنوب للوقوف على الأوضاع هناك لا الاكتفاء بارسال وزيري الداخلية والدفاع.

وختم محدثنا كلامه بمطالبته بضرورة منح رئيس الأركان الحرية الكاملة في التصرف دون تدخل أي جهة سياسية أو حزبية .

محمد السلامي: حذار من محاولات فكّ الحصار على الشمال

من جانبه أكد المستشار في قانون النزاعات المسلحة محمد السلامي لأخبار الجمهورية أن هدف المجموعات الارهابية كان رفع رايتهم ببن قردان وتطبيق ما كانوا قد هددوا به في وقت سابق وهو اقامة الامارة الاسلامية بالجنوب، بدليل توجههم وبشكل متزامن الى أكثر المناطق قوة في الجهة وهي الثكنة العسكرية ومنطقة الحرس ومنطقة الشرطة وذلك قصد اضعاف القوات الأمنية والعسكرية في انتظار وصول التعزيزات من صبراطة الليبية التي تبعد مسافة ساعة عن مكان تنفيذ الهجوم.

وأفدنا محدثنا أن جاهزية قوات الأمن والجيش أحبطت هذه المخططات التي حيكت تحت جنح الليل وجاء ردّ الفعل قويّا جدا، حيث تمكنت القوات الأمنية والعسكرية من افتكاك زمام المبادرة وملاحقة العناصر الارهابية والقضاء عليها .

من جهة أخرى ذكر محدثنا أن العملية التي شهدتها منطقة بن قردان الأسبوع الفارط كانت مجرّد عملية استباقية لعملية يوم الاثنين وعملية جسّ نبض، مضيفا أن كل الخشية اليوم هو أن تكون هذه العمليات مجرد عمليات تمويهية من أجل السيطرة فكّ الحصار على الشمال، ونبه محدثنا القوات الامنية والعسكرية من خطورة هذا الاحتمال . وذكر أنه لا يمكن الحديث عن تقصير أمني في عملية بن قردان لأن ردّة الفعل كانت سريعة وناجعة..وبخصوص الاحتياطات من عمليات أخرى ذكر محمد السلامي أنه لا بدّ اليوم من مزيد حماية الحدود بواسطة تجهيز الساتر الترابي بالتقنيات الالكترونية وتوفير طائرات دون طيار اضافة الى الطائرات الليلية وتدعيم الموارد البشرية في الجنوب.

علي الزرمديني: عمل مبرمج ومخطط له

وأكد العميد المتقاعد من الحرس الوطني علي الزرمديني أن العملية الارهابية ببن قردان هي عمل مبرمج ومخطط له منذ مدة، مبينا أنّ الارهابيين خزّنوا في مرحلة أولى ما تيسّر من الأسلحة ومن ثمة وفّروا عنصر الاسناد البشري والاستخباراتي عبر تركيز خلايا في مدينة بن قردان بهدف تأسيس إمارة في هذه المنطقة. وأشار الى أنه ورغم فشل العملية الارهابية فان الحذر واليقظة مطلوبان خاصة مع التأكد من وجود خلايا نائمة في بلادنا.

بدرة قعلول: الخلايا النائمة أخطر من المتسللين من ليبيا

ومن جهتها أفادت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية وأستاذة علم الاجتماع بدرة قعلول أن عملية بن قردان كانت متوقعة، وأن عملية الأسبوع الفارط كانت مجرد جسّ نبض في حين كانت هذه العملية مدروسة بهدف احداث البلبلة وتشتيت القوات الأمنية والعسكرية ربما تحضيرا لعملية قادمة . وذكرت بدرة قعلول أن البيانات الأخيرة الصادرة عن المجموعات الارهابية تؤكد أن تونس وتحديدا الجنوب التونسي سيكون المتنفس لهم عند خروجهم من ليبيا، وبينت أن هذه المجموعات كانت تعتمد على استراتيجيات واضحة في حين غابت هذه الاستراتيجيات عن الحكومة التونسية.

أما بخصوص الساتر الترابي فعبرت قعلول عن استغرابها من اعتماد مثل هذه التقنية التي تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى لمنع تسلل الارهابيين في حين تم تجاهل اقتراح تزويد الحدود بحائط الكتروني وتقنيات متطورة . وأكدت أن منفذي العملية لم يأتوا من خارج تونس بل هم ببن قردان وقد تكون المجموعة مدعومة من المجموعات الارهابية بصبراطة، ولئن لم تنف بدرة قعلول وجود تسللات لجماعات ارهابية من ليبيا الى تونس وعبر المعابر الرسمية وبواسطة جوازات سفر مزيفة وذلك نتيجة لانعدام التواصل بين الجانبين الليبي والتونسي فان الأخطر من التسلل هو الخلايا النائمة الموجودة داخل التراب التونسي ومخازن الأسلحة. ولم تخف بدرة قعلول تخوفها من تأزم الأوضاع مؤكدة أن تونس أمام حرب جماعات بايعت أبوعياض ليكون أميرا بالجنوب التونسي.

من جهة أخرى ورغم هذه التحذيرات أكدت قعلول أن جاهزية القوات الأمنية والعسكرية تبعث على قليل من الراحة رغم قلة الامكانات.

عليّة العلاني: عملية بن قردان ضوء أحمر وجب اشعاله

من جهة أخرى رأى الباحث في الجماعات الاسلامية علية العلاني أن عملية بن قردان ضوء أحمر وجب اشعاله وذلك لأنه تبين جليا أن العملية تم التحضير لها في الداخل والخارج، وأنّ التدريبات تمت في ليبيا إلّا أن هؤلاء الارهابيين قد وجدوا المساعدة داخل تونس. وأكّد العلاني أنّ الحكومات المتتالية بما فيها الحكومة الحالية لم تهتد إلى الطريق الصحيحة لمجابهة هذه الظاهرة وطالب في هذا الصدد بحكومة طوارئ بموافقة جميع الأحزاب.

اعداد: سنــاء الماجري